خطر على مصر الاسكندريه ستصبح فى طى الزكاريات
--------------------------------------------------------------------------------
حذر خبراء وعلماء البيئة بجامعة الإسكندرية فى تقرير نشرته جريدة " U S A today " أمس الجمعه من أن ارتفاع الحرارة والاحتباس الحراري يهدد بغرق واختفاء دلتا النيل .
وأكد التقرير أن ملايين المصريين سيجبرون على ترك منازلهم بشكل دائم والهجرة إلى أماكن أخرى غير الدلتا وستصبح مصر غير قادرة على إنتاج غذائها نتيجة لغرق كل الأراضي الزراعية بماء البحر , ويشير التقرير إلى تقرير للبنك الدولى قال فيه " انه لو صحت التوقعات العملية حول التغيرات المناخية فان مصر ستكون أكثر تعرضا لارتفاع الحرارة والاحتباس الحرارى , مما سيكون له من نتائج هائلة على مصر ".
ونقل التقرير عن الدكتور محمد الراعى الخبير البيئى بجامعة الإسكندرية قولة " إن الحالة جد خطيرة وتتطلب اهتماما جديا من الحكومة , وان أي تأخير سيعنى مزيدا من الخسائر ".
وأشار التقرير إلى المخاطر التى تعرضت إليها دلنا النيل فى مصر من الآثار الجانبية للسد العالى الذى اكتمل بنائه عام 1970 , حيث منع تدفق طمى النيل التى كانت تحمى ارض الدلتا من التآكل ويعوض خصوبتها , ويلفت التقرير الانتباه إلى أن ارض الدلتا فى مصر لا تشكل أكثر من 2.5% من مساحة مصر ورغم ذلك يعيش عليها قرابة 80 مليون نسمة , أما باقى المساحة فهى ارض صحراوية , الأمر الذى يعنى أن غرق الدلتا نتيجة ارتفاع مياه البحر بسبب الاحتباس الحراري سيدفع سكان مصر إلى الانتقال للعيش فى الصحراء .
وحسب توقعات العلماء كما يقول التقرير فان منسوب البحر الأبيض المتوسط سيرتفع من 30 سم إلى 100 سم بنهاية هذا القرن الأمر الذى يعنى غمر المناطق الساحلية فى دلتا بمصر بمياه البحر وينقل التقرير عن الدكتور الراعى قوله إن مياه البحر الأبيض المتوسط ارتفعت صعودا بمعدل 0.8 بوصة سنويا خلال العقد الماضى مؤكدا بأنه بحلول 2100 فإن ارتفاع منسوب البحر سيدمر كل الشواطئ الرملية فى كل الشواطئ المصرية , كما سيعرض الآثار الغارقة أمام شواطئ الإسكندرية للخطر الفعلى .
ويقول التقرير إن هذه الخسائر ستكون شيئا لا يذكر إذا حدث السيناريو الأسوأ الذى يتوقعه العلماء وهو ارتفاع مفاجئ لدرجات الحرارة في منطقة الجليد القطبى مما يدفع صفائح وكتل جليدية عملاقة نحو جرينلاند , وغرب القطب المتجمد الجنوبى .
وقال التقرير نقلا عن تقرير للبنك الدولى نشر مؤخرا انه فى حالة هذا السيناريو الأسوأ فان منسوب البحار سيرتفع حوالى 4.9 متر مما يسبب دمارا وخرابا شاملا .
إلا أن بعض العلماء يقول وفقا للتقرير أن انهيار الصفائح الثلجية قد تأخذ عدة قرون , وان السيناريو المتوقع هو ذوبان الثلوج وليس انهيار صفائح الجليد وحركتها .
وأكد التقرير نقلا عن خبراء من مصر القول " إنه حتى فى حالة ارتفاع منسوب البحر على الأقل فى القرن القادم سيكون له عواقب خطيره فارتفاع منسوب البحر بمقدر متر واحد سيعنى غرق ربع الدلتا وإجبار 10.5% من سكان مصر والذى من المتوقع أن يصل إلى 160 مليون نسمة منتصف القرن الحالى على الدلتا وأشار التقرير أن معدك الكثافة السكانية الحالى بالدلتا هو 4الاف نسمة لكل ميل مربع .
وأكد التقرير أن هدا سيعنى تدمير كامل لزراعات القمح والأرز وباقى الزراعات فى دلتا مصر , كما سيؤدى ذلك أيضا إلى تلوث المياة الجوفية ومياة النيل بمياه البحر ويجعلها غير قابلة لا للزراعة أو للري .
وأشار التقرير إلى أن عدم وصول طمى النيل للدلتا بعد إقامة السد العالى جعل النظام البيئى للدلتا أكثر هشاشة واضعف مقاومته لعوامل التآكل والانهيار ,كما أن السواحل المصرية كلها تعانى من خطر النحر والتآكل لحجز طمى النيل مشيرا لأبحاث علمية تقول إن الإسكندرية تكونت بفعل الترسبات البحرية وهاهي الآن تواجه خطر الغرق من جديد .
ونوه التقرير إلى أن مسألة ارتفاع درجات حرارة المناخ نادرا ما تناقش فى دول العالم الثالث ، لكن القاهرة بدأت مؤخرا الانتباه الى ذلك ؛ مشيرا الى اعتماد حوالى 300 مليون دولار لإنشاء حواجز الأمواج لحماية شواطئ البحر من النحر ؛ ومن ارتفاع الأمواج , كما تقوم السلطات فى مصر بالقاء كميات هائلة من الرمال على الشواطئ المصرية لتعويض نقص الرمال على تلك الشواطئ .
ونقل التقرير عن الدكتور محمد الشهاوى احد خبراء المناخ فى جهاز شئون البيئة بالإسكندرية قوله إن مصر ستكون مضطرة لطلب مساعدات دولية لحماية شواطئها نظرا للتكلفة العالية .